مــــــــــات ...
شَخُصَت أبصاَرَهُ ...
الخاتِمــة ...
مَلكان لا .. بل ألفٌ وأكثر
مـــــــــات ....
في الجِهةِ الشماليةِ
الغربية
الشرقية
الجنوبيه
حيثُ ترتجف البوصلة في كل الجهات
أقصى جِهات الوجع
أدنى إشارات النصر
بجانب سور الصمود
على حافة الدرجة الثالثة المتوكِئةِ على ثغر الأمل
تماماً ... تماماً حيث الصدعُ القديمُ لِعروبتي
تماماً ... تماماً على بوابات النصر
عِند عرشات الدوالي
حيث تدلى ظِلُ الياسمين
وفاحت روائح البخور
رسم بوابةً للبعث
أطلق قطعان أيائِل
نثر أسراب الحمام
رجم الدجال بِشموخهِ وعِزهِ وعروبته
وتمــــــادى في الضوء كثيراً تمادى
حتى أبكى ضوءه الدرب العتيق
مـــــــات ...
حَلَقتْ أبصارُهُ نحو السماء
الفــــــــــــــــــــَاتِحة ....
هُما نفس المَلكان يُقرآنهِ السلام من ربهِ
يُطعمانِهِ زيتونة مُباركة
تمرة
يسقيانهُ من زمزم لبناً لذةً للشهادة
يُغسلانِهِ بالمسك
ينثرانِ عِطرهُ في كُل الزوايا
يهمسان لهُ أبشر
ها ريحُ الجنة أبشر
زغرودةٌ تُدوي هُنا
دمعةٌ تُرتقُ الوجع هُناك
ضجيج
هدوء
تسبيحةٌ
تكبيرةٌ
خشوعٌ وصلاة
نزف الشيهد ورودهُ وعِطرهُ
وصام عَن ملذات الحياة
لم يمت ...
نهض من دنيا الفناء
بُعثَ إلى سِبر الخلود
حيثُ لا تصدأُ الأرواح ولا الأشياء
حيثُ يموت التعب
حيث يموت كل شيٍ إِلاهُ
لم يمت
أفاق من غيبوبة القهر
أفاق من عتمة القبرِ
دخل من ( بوابة العدول )
وتوضأ بالكوثر
على أرائِكِ من سُندسٍ واستبرق
واتكأ
وابتسم
وتجلى
وكبر
ونادى سبعون من أصحابِهِ
أخبرهم كيف أنهُ حياً بُعث
كم أنهُ يتمنى لو يعود من جديد
على ذات الرصيف
ذات الطريق
ذات الصدعِ
ذات الصمود
بذات رصاصات الغدر يُبعثُ من جديد
إنهُ الشهيد
خضراءُ روحَهُ
تفتح أبواب النخيل
تتجلى في سِدرة المنتهى
لم يمت .....