الجمعة، 28 ديسمبر 2012

فصولاً للشمس ...



 نعم ....

تعالي لنركتب الأشياء بطريقة أخرى

طريقة غير عادية ...

لا مثلك أنثى

لا مثلي رجل

نحن ضدان .. تائهان . سنلتقي ..

على حافة الفجر

عند خاصرة الشمس , في وضح النهار

ليفيق من خلالنا ضوءا للفراشات

المفعمات بالألوان

وقزحا للربيع

نغتسل بضوء العناق

نخرج من غار الغياب سرب ألوان

وقطيعا من السنونو

نعم ... خيط الأماني رفيع , متعب

وملامح الأحلام تغور في تموجات الوقت .. 

نعم , لكننا سنلتقي

على شهيق الورد عند التقاءه بالندى

وزفير العصافير حين تنقر القمح

وتفترش الريح

وتصنع من بقايا القش عشا للأماني

صهيل المرايا , أنين السواقي

حنين المشط

ولهفة الشراشف لغفوة

ورؤياي التي قصصتها لأصابعك

احضانك

عطرك

ثغرك

الأمكنة الساكنة في مسام الروح

حين كنت فكنت أنا وكان الوقت مدادا للحب 

والموسيقى والأغاني والشعر

الأمكنة جنة يجري من تحتها ياقوت أنفاسنا

وأنفاسنا شيء من ريح الجنة

تعالي لنرتكب بعضنا بغرابة شهية أكثر

أكثر من عطر تمادى في ذهوله على نحر 

شرشف ملكي

وأنفاس عاشق شقه ذهول العطر لنصفين

أكثر من شفتين ارتدتا عن الغياب

وتوستدا صدر البقاء

أكثر من بنفسجة راحت تصنع رحيقا للبحر

للمراسي

للمنارات

ال تضيء للسفن سيبلا للنجاة

أكثر من قشة تمسك بها ألف غريق

وبلوطة استظل بها ألف عار

وتائه

ومتعب

بغرابة أكثر من طفل جائع ضل نهد أمه زمنا 

طويلا دون أن يعرف لماذا ...

بغرابة الموت حين يأتي على غفلة من نوم 

وحين يهرب من محاولات انتحار كثيرة

أكثر غرابة من دمعة تسقط فرحا للقاء

ووجعا لفراق

من شمعة تنير عتمة لتموت هي ببطيء شهي

غرابة الحب حين يكون شقا بالقلب بحجم وردة

أكثر من بلل الماء للماء

نعم ....

تعالي ... نحتسي هذا البلد

هذا الدرب

هذا العمر

هذا الوقت

بهذه الغرابة وأكثر

نطوي بعضنا على بعضنا

لأصيرك , تصريني

أكونك , تكونينني

نتوه في ملامح الوقت

نضيع في بعضنا بعضا من هواء

وخيطا من أصابع الشمس فقأ عتمة الليل

نرشح من سدة القصيدة قصائد أخرى ...

كتبت فقط للحضور

للبعث

لفصول الشمس وللشمس فقط

( أي رطوبة في الغيب .. ؟؟)




( أي رطوبة في الغيب .. ؟؟
) 

هناك ... 

حيث تحتضر الشمس عند المغيب ... 

يتسائل الغريب 

المتعب 

المغبر 

الأشعث 

النحيل ... الغريب ... أين ظلي ... ؟! 

من سلخ فروة الروح عن جبين الضوء 

من ألبسني هذا العري 

من ساقني إلى مقصلة الغياب ... ومن ضل بي ... 

وأسقط على وجهي قناع المغيب .. من ...؟؟! 

من أسدل ستائر الليل 

ومن أرخى جدائل العتمة 

والوحدة 

والفراغ 

والضلال والضلالة 

ومن أغلق جفون النهار 

وأسرى بهذا الوجع في الوريد 

ومن أراق دم القصيد ... من ؟! 

ومن سيروي ظمأ الفتيل في مشكاة هذا القلب ... من ؟! 

ومن سيبلل ريق الطريق .... !؟ 

ثم أسلم للريح أحلامه ومضى مترعا بالنحيب 

وراح يجدل من شقوق المسافة قيدا للمجيء .. 

يدك أوتار البرد 

ويعزف على صقيع الوقت لحنا مهيب 

ويحفر على شاهد قبره اسما للبقاء 

إن جاز على رصيف العتمة البقاء ... 

من سيقرأ عليه فاتحة الرحمة والختام 

ويدعو له بالمغفرة ...؟؟ 

من سيذيب دم أوجاعه حين يصلبونه 

ويطرقون أصابعه بالمسامير طرقا ...؟؟ 

من سيغرس على قبره الياسمين الحسان 

ومن سيروي على قبره الزيتونة المباركة العجفاء ...؟؟ 

ومن سيرافقه في ممرات التساؤل حين تذوبين في تيه 
الضباب ومن 

سيعطيه مفاتيح النهار 

والحدائق والموسيقى 

ويلقي عليه بخورا للكلام 

ويجلسه على الآراءك 

ويشربه نبيذا للقصائد ... من 

من سينجيه من تيه وبرد ونار من حميم ومن لهيب ... من 

يا ابنة الشمس 

يانبية القلب 

يا وريثة الروح 

يا آخر عذراوات الشعر 

يا وريثة القلب المعتق في جرار الرحيل 

أيتها الأنثى الوضاءة بغير سوء 

من سواك صير الصلصال زهر اقحوان 

ورتب الأحلام وأعشاش الحمام 

وأنزل الشعر على الروح 

من سواك أباح الحبر 

والدمع 

والقصائد 

والعطر 

فلمن ... 

لمن تؤثثين هذا الغياب ... لمن ... ؟! 

الريح تعوي في شقوق الروح 

والبرد طاعن في القلب 

أي رطوبة في الغيب بعد ... أي رطوبة في الغيب ... !!

أنتِ جميلةٌ جداً , أي جديدٍ في قولي / قولهم .. ؟؟!!




شَفتيكِ زُجاجةُ خمرٍ من زمن الجاهلية 

أشربها
قطرةً
قطرة
إلى يوم القيامـــة ....
***
من العادي جداً أن يكون حضوركِ اعتيادي كالهواء 
ومن العادي أيضاً أن أختنـق في حال تأخرتِ عني قليلا ...!!
***
هل تكفي قُبلةً واحِـدة لأطرد خريف العُمر .. ؟؟!!
***
لستُ سِكيراً
ولا أشرب الأفيون والحشيش
ولكنني أُدركُ معنى الإدمان والحاجة المُلحة للصعود نحو الشمس ..!!
***
هما مستحيلان فقط ...
أنتِ والقصيدة .. !!
***
صوتكِ العميق , أفكر أن أسقط في قعرهِ كما يفعلُ الهواء بالناي ...!!
***
لا حاجة لكِ برجمي فقط طوفي حولي واسعي ما بيني وبيني ..!!
***
أعرفُ عنكِ ما يكفي لأشكر الله كثيراً ...
***
أنتِ جميلةٌ جداً , أي جديدٍ في قولي / قولهم .. ؟؟!!

محمد أبو زيد ...

السبت، 24 نوفمبر 2012

الليلُ ... يُلوحُ للغُرباء ...



الليل يناجي الغرباء


 الغرباء يتحلقون حوله

يتجمعون على شرفة القمر ليشربون نبيذ الأحلام

ويعتقون قلوبهم وفرحهم في قوارير الروح ...

الغرباء يتقمصون شكل المحراب إذا ما صلبوا على قارعة الغياب

يحاورون الله في صلاتهم

ولا يطيلون البقاء على ضفاف الأمنيات

 يمتهنون غزل الغيم والرعي في حقول الحمام ...

الغرباء يسدلون ستائر المجيء على عجل 

ويلقون من سمائهم فوحهم

وبوحهم

وأرواحهم ... 

الغرباء يصادقون الريح والأحلام 

يتقمصون المرايا وأسنان المشط الغريب

 يحاورون قهوتهم بكل شفافية

 ويغزلون من دخان السجائر جسدا للغريبة الشهية ...

المتربعة على سرير اللهفة ...

ال تجعل من عطرها غواية وشراشفا لأحلامهم ...

وال تنقش حناء حضورها على صدر الروح زحلا

وقمرا

وكواكب أخرى تشبه صباح الربيع إذ يعلوه الشحوب ...

هو الليل لباس لهم وهن الغريبات المفعمات بالغياب غربتهم 

الغرباء لا يخدشون حياء الليل حين مرورهم

بل يعبرون من خلال زقاقه كوشوشات ..

ولا يزورون حانات البقاء ...

هم يقطنون رصيف الجوع

والبرد والعطش

يقتاتون على ثقوب الليل ويغافلونه

 الغرباء يلتحفون الشتاء وحزنه الإلهي ...

يرسمون على جدار الفجر مدفأة لأحلامهم ...

يحتطبون من أوجاعهم ...

ينتعلون دربهم الغريب ...

نحو وطنهم الغريبالغرباء ال بلا هوية ...

الغرباء لا يموتون بل ينتحرون على صدر الريح ...

الغريب ... صديقي الغريب

غريب الظل

غريب الملامح

غريب الحضور والملابس 

ذلك المسجى هناك

حيث تشيح الشمس بوجهها عن موعد المجيء ...

الغريب ... صديقي الغريب ينادي كل صباح

قومي ...لنستل من غمد الليل فجرنا

مخملية الخصر والعطر شقي عتمة الروح

واعتلي معي الغمام ...

بنفسجة الروح تعالي وشدي لي وزري

وانفضي عني كل أوزاري ..

الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012

( حين تصحو لا تهجر الوسائد بسرعة كي لا تموت أحلامك ... إلى ليليت )


( حين تصحو لا تهجر الوسائد بسرعة ... إلى ليليت )



في أيلول ...
أول بللٍ لجدار الروح وأول أوجاع عِطركِ المغروس في دمي
انفلقتِ أنتِ عِند أول قطرةٍ للندى
وكأنكِ وجه أمي بكل تفاصيلهِ الجميلة
بقليلٍ من الماء وحمرة الجوري
استطعتِ أن تجعلي الكون أجمل
أن تُرافقكِ الملائِكة
والشِعر
والموسيقى
والكواكب
في أيلول .. غفوتِ على شراشف القصيدِ
ليصير ثمة حمامة تغازل السماء
تجعلُ من قفصي الصدري موطناً لها
ليصير القمر وِسادةً من ريش
والليل يتخذ شكل الكلام
ليصير الجوع حالةً أبدية
الجوعُ للكتابة
للطفولة
للبقاء في حضرة عِطرَكِ والغناء
ليصير موعدنا يُشبهُ غيمةً حُبلى بالمطر
ليصير ثمة حريق يُشعل الماء
في أيلول حين وُلد القليلُ منكِ وطهر ذنوب العُمر
علقت فيكِ مواجعي
وبعثت منكِ أحلامي
فدخلتُ منتحراً , منتصراً
لأغرز أول رايةٍ للنصر على زر قميصكِ الأخضر
وأطلت شُرفتكِ عَليَ في أيلول
لتصير ليلي الطويل وغزل الكلام على شبابيك الحمام
لتطول بي الفصول
فأي القرابين قد تُرضي الحمقى _ الوقت , المسافة _ كي تجيء بكِ ...؟!!
أُطيلُ قصائِدي وأستمرُ بالكِتابة
الكتابة على جُدرِ الفصول
الصيف ... رفيقُكِ الوفي الذي تعشقين
يُشبهُ دفء سُرتكِ حين تضحكين ...
الشتاء ... إلهُ الفصول يُشبهُ حُزني الغريب حين تبتعدين وتتجمدُ شفتاكِ .....!
الخريف ... سقوطُ الروحِ على وجه الأرض , النبيذُ المُعتقِ وظِلُ الموت
الربيع .. آياتُ التجلي للفراشات الثملى تتراقصُ على حافة سريركِ الملائكي
أعيريني اسمكِ فصلاً آخر لا يموت
أعيريني وجهكِ كي أصير أجمل
كي تُعلن السماء أن ساكنيها لا يشبهون الموت
أعيريني عِطركِ كي أصير اللاجيء والمفقود والغريب فيه , والحبيبُ لهِ والصديق
أعيريني جريمةً نثريةً أدخل فيها مُدن اللوز وشفتيكِ
أعيريني الضوء
الماء
الغيم
العصافير
السنابل
كل الأشياء التي تسكن وجنتيكِ
مااسمكِ ... ؟؟!!
يسألُ الغريب المُلقى على قارعة الحُب ..
ما اسمكِ ...؟؟!!
ما لون عِطركِ ... ؟؟!!
ما شكلَ صوتكِ المبحوح المغموس بالخمر ..؟!!
تقولُ لي الغريبةُ المنتحرةُ على سرير الانتظار : ..
سَل زهرة الياسمين عن كل أسرار الحُب كي تنجو
واغمر وجهكِ في الوسائدِ إذا أفقت وتأنى قليلاً كي لا تموت أحلامك ..!!
.
.

الصورة لصديقي الفنان التشكيلي الرائع محمد القدومي


http://www.facebook.com/photo.php?fbid=105960249435891&set=a.101232563241993.2820.100000657502877&type=3&theater