السبت، 5 مارس 2011

إِلَا وجهكِ _ كذباً _ يدعي الغياب


تصمتُ الأشياء
كل الأشياء
وتحلقُ في الروح أُغنية
تطفو مع تراتيل الماء
يتراقصُ الموجُ بِلَا تعبْ
تئنُ المراسي , تتنهدُ الَأشرعة
تصمتُ الَأشياء
ويرسمُ التعب وجهي , وجهكِ ودروب مدينتنا الصغيرة
وزوايا الغُرف الدافئة
وينادي أصابعي الحُزن أن حيا على الَآه
أُلوحُ للموج بِ أصابِع بِلَا بسمة
تحملُ الريح ملَامحي
يرسم الماء أشكالًا تُشبهني
يغفو كَ طفلٍ جميل
يرضعُ من ثدي الريح
ومن زفير الشواطيء
ومن خيوط الشمس , من النخلِ , من التلال
يُعاقِرُ أحلَام الَأشرعة
يُغني للوجوه الغريبة
كل الأشياء صامته
ووحده وجهكِ
قلبكِ
أصابعكِ بحرٌ لَا يهدأ
شهيةٌ هذي الشمسُ ال تحبلُ بالأماني
شهيةٌ هي ستائر السماء حين تودعُ الماء
وتُلقي بِ ملَامح الدهشةِ والسلَام في قلوبنا
أرتكبُ الآه كَ عاشِقٍ مفتون
أرتكبُ الَأشياء الحزينة كَ هذا البحر
كَ هذهِ النوارس ال تُلقي بِ أجنحتها للريح
وتغفو طويلًا على خد السماء
أرتكبُ الأشياء المُثقلة
كَ هذي الأحرف ال تستلقي على أكف الورق لِ ترتاح
كل الأشياء صامتة
ووحدهُ صوت الغياب
المسافات
التعب في روحي يُدمدمُ ويُزمجر
كل الوجوه غريبة
ووحدهُ وجهكِ يتشكل بسمة
كل الأصوات مجهولة
ووحدهُ صوت الماء يُشبهُ نبضي
كل الأحلام مبتورة ووحدها ضحكتكِ حُلمٌ لا ينتهي
وكل الأحاديث مشوهة
ووحدها حكايات صدركِ تُشبه الجنه
كل الأشياء تدعي الصمت
ووحدها القصائدُ تئنُ لإنجاب لغةٍ تُشبِهُكِ
هذا المخاضُ عسير , مُتعبٌ كَ حِكايتنا
هذي الدروب مُرهقة كَ بقايا أيلول
هذي الشواطيء يغزوها الحنين
وكل الأشياء تدعي الصمت
ووحدهُ قلبي يُشبهُ وجهكِ الحزين
أتوسدُ ما تبقى من ضوء
أرحلُ مع القصيدة
أتوسدُ همس الهواء
ونفحات السجائر وفناجين قهوة باردة
أتلحفُ بالورق , بالحبر الجاف
بِ أحادثينا القصيرة الطويلة
وأسألُ الريح أن تأخذني إليكِ الَآن
أن يشدني إليكِ البحرُ أكثر
أسألُ الضوء أن يأتيني عنكِ بِ قبس
أسألُ المساء وكل الأشياء أن تخبركِ كم أشتاقكِ
يا قُبلة السماء التي حطت على جبيني
امنحي الروح سلام الأنبياء
ليت الأشياء كل الأشياء بعد صمتها تعي ما أنا فيه الآن
لجائتني بكِ قبل أن يرتد إلي طرفي
ولكنني وحدي هُنا أخطُ وجهكِ أناشيد سلام
أدسُ كفي في كومة حُلم وأمنية
وحدي هُنا في هذي المدينة
المدينة التي رغم جمالها تبدو قبيحة لأنكِ لست فيها
وحدي والصمتُ أُرتلُ ضحكتنا
وحدي والشوارعُ الكبيرةُ ومصابيحها التي تبدو كَ الأشباح
وحدي وهذي الرطوبة التي لا تأتي بالمطر , بكِ
وحدي هُنا أُخربشُ جبينك على شفتي
أزوقُ صدركِ بِحجم تعبي
أُهيءُ بحجم أحلامنا فرحي
وحدي هُنا أُرسلُ مع الريح , البحر , النوارس
أُرسلني كَتاتيب شوقٍ منسية
كُل الأشياء هُنا تدعي الصمت
إلَا _وجهكِ _ كذباً _ يدعي الغياب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق